يصادف يوم امس الاحد الموافق"15 مايو " الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية التي على إثرها تشرد آلاف الفلسطينيين من بيوتهم هائمين على وجوههم بين مخيمات المعاناة واللجوء، تاركين بيوتهم وممتلكاتهم لتبدأ رحلة الشعب الفلسطيني على سفينة المعاناة والحسرة والألم.
فيوم 15 مايو يشهد على حكاية شعب تهجر قسرا رغما عنه من أرضه لتسطو عليها عصابات إسرائيلية بقوة السلاح في ظل صمت دولي رهيب عام 1948،و من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة فلسطين التي تمثلت في نجاح الحركة الصهيونية بدعم من (الانتداب) البريطاني في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل، حيث سيطر الاحتلال الذي أعلن قيام دولته في مثل هذا اليوم قبل 72 عاما، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، الذي عملت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا على استصداره)، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستيطان والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.
وإحياءً للذكرى الـ74 لنكبة انطلقت فعالياتها هذا العام تحت شعار "كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين"، الذي يجسد الظلم المزدوج لشعبنا الفلسطيني الذي يشكّله الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه والمجتمع الدولي بعجزه عن تنفيذ قراراته
كما وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفع علم دولة فلسطين فوق مقرات مؤسسات دولة فلسطين الحكومية الرسمية المدنية والأمنية وعلى المرافق العامة إحياءً للذكرى الـ74 لنكبة شعبنا الفلسطيني، واطلقت صافرات الحداد والتكبيرات عبر المساجد والتلفزيون الرسمي والإذاعات المحلية.
وكما وانطلقت ايضا "مسيرة ومهرجان العودة" حيث تجمع آلاف الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، رفع المشاركون الرايات السوداء وأخرى رسم عليها "مفتاح العودة" الذي يرمز إلى مفاتيح البيوت التي حملها أصحابها لدى مغادرتها في العام 1948 وحصلت وقفة صمت لمدة 74 ثانية تمثل سنوات النكبة، ثم انطلقت المسيرة من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات إلى ميدان المنارة وسط مدينة رام الله.
وتم ايضا تنظيم معرض صور بمشاركة 120 رساما فلسطينيا لرسم صورة العودة، بالإضافة إلى ذلك نظمت فعاليات ووقفات ومسيرات على مداخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وفي مخيمات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، علاوة على وقفات وفعاليات ثقافية وفنية ومعارض تراثية تنظمها الجاليات الفلسطينية بالتنسيق مع سفارات دولة فلسطين، ضمن برنامج إحياء ذكرى النكبة، كما والعمل جارٍ مع الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية ومختلف دول العالم لإحياء ذكرى النكبة، ومع السفارات، ومع مختلف المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية.
