يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط كوكيز لضمان تجربة جيدة عند التصفح
أوافق
كلمة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح خلال تقديمه واجب العزاء في فقيد الوطن الباشا صالح الاطيوش
المصدر: المركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب

ن الله على كل شيء قدير .. وبعباده خبير بصير وهو لمن اهل نيته واخلص طويته نعم المولى ونعم النصير بيده الموت والحياة، واذا قضى امرا يقول له كن فيكن كل نفس ذائقة الموت. انك ميت وانهم ميتون، يموت كل صغير وكبير يموت كل غني وفقير يموت كل نبي وولي كل نفس تموت غير ذي العزة والجبروت، اطلاق لا قيد فيه وعموم لا مخصص له وشمول ليس للدنيا كلها ان تضع له حد. مات النَبِيُّ وَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ.. لَو خَلَّدَ اللَهُ خَلقاً قَبلَهُ خَلَدا.. لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ خاطِئَةٍ .. مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا. لقد فقدنا رجلا من اغلى الرجال تملأ نفسه عاطفة اصيلة عبيقة قوامها حب الخير حب الحقيقة وحب الوطن مضحيا بصحته وراحته لرأب لصدع واصلاح ذات البين يقول الحق قويا صريحا لا يخاف ولا يهاب، يعرف قيم الناس واقدار الرجال عهدته شامخا نظيف اليد عفيف النفس حريصا على كرامة الوطن واهله ووحدة ترابه. كان يريد الامن والاستقرار للوطن، ان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، اذا اراد بعبده خيرا سقاه دواء الابتلاء، فلابد للمؤمنين من ابتلاء وفتنة واختبار سواء اكانت في السراء او الضراء ولنبلونكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون، ان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قدر الله ما شاء فعل لا معقبة لحكمه ولا رد لقضائه وهو احكم الحاكمين، لفت الاقلام، طويت الصحف، قضي الامر، كتبت المقادير. ذهب الاخ والصديق العزيز الوطني الغيور الباشا صالح الاطيوش إلى جوار ربي في رحلة طويلة بعد ان قضى رحلة الحياة الدنيا القصيرة بهمة الرجال وعزيمة الابطال فترك صيتا طيبا فهو امر ثان وولد مخلد وتركة طيبة مباركة، قال صلى الله عليه وسلم اشد الناس ابتلاء الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلبا زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه. ان في احوال الدهر لذكرى لمن كان له قلب، وعبرة لمن يفهم قوله تعالى ان الله يفعل ما يشاء وان الله يحكم ما يريد، اذا اراد الله بعبده خيرا سقاه دواء الابتلاء. ان الحدث جلل والمصيبة كبرى، ولكن اذا علمنا جزاء الصابرين، اصبح الامر سهلا وميسورا، انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. هنيئا لكم اخوتنا المغاربة صبركم ورضاكم عن الاخذ المعطي القابض الباسط، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار، ان العبد واهله، ملك لله عز وجل، وقد وضعه عارية عند العبد، فاذا اخذه فكما يستعد المستعير عاريته، فلا تحزنوا، ما المال والاهلون الا ودائع ولابد يوما ان ترد الودائع، قال ايليا ابو ماضي "أنتَ للأرضِ أولاً وأخيـــــراً كنت مَلكا أو كنتَ عبداً ذليـــلا.. كلُّ نجمٍ إلى الأفــــــولِ ولكنْ آفةُ النَّجمِ أن يخافَ الأفــــــولا". وقال ابو ظفر الابيوردي "تَنَكَّرَ لي دَهْري وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي أَعِزُّ وَأَحْداثُ الزَّمانِ تَهُونُ فَظَلَّ يُريني الخَطْبَ كَيْفَ اعْتداؤهُ وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ". ليس لدينا ما نقول, الا ما يقوله الصابرون المهتدون، انا لله وانا اليه راجعون، ونقول "أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي.. أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ.. أَراكَ مُضِراً بِالَّذينَ أَحبُّهُم.. كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ". نسأل الله ان يدخل الباشا صالح فسيح جناته وفي الفردوس الاعلى ويرحمه الله فقيد الوطن ويلهم اهله الصبر والسلوان ويحمي ليبيا من كل سوء ويمن عليها بالامن والاستقرار