يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط كوكيز لضمان تجربة جيدة عند التصفح
أوافق
كلمة فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في مراسم أداء اليمين القانونية لمستشاري المحكمة العليا أمام هيئة رئاسة مجلس النواب
المصدر: المركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة قضاة المحكمة العليا،، بداية أتقدم اصالة عن نفسي ونيابة عن السادة أعضاء مجلس النواب بالتهنئة على ثقة مجلس النواب باختياركم قضاة بالمحكمة العليا متمنين لكم التوفيق والنجاح

السادة القضاة،، إن رسالة القضاء هي إقامة العدل بين الناس وهي مهمة قدسية وجودها من النيابة عن المجتمع الإنساني في إعطاء كل ذي حق حقه والانتصاف للضعيف والمظلوم وهي المهمة الأولى للدولة، قال تعالى "يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق" الآية الكريمة التي تزين ساحات المحاكم واذا "حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل"، قد تبين لنا مدى قدسية الرسالة التي يؤديها القاضي واي مهمة اعظم واسمى القضاء العادل الذي يطمئن النفس في ظله على ارواحهم وحقوقهم وحرياتهم واموالهم، وما احسب أن بين وظائف الدنيا وظيفة تخدم قيام السلام بين الناس مما تخدم وظيفة القاضي وكل جرح من جروح البشرية عنده دواء ناجح اسمه العدالة

السادة القضاة

القاضي وحده هو الذي يجعل نصوص القانون الغامضة تنبض بالحياة وهو وحده الذي يستطيع ان يتغلل وان ينفذ الى روح المشرع، وإرادة الجماعة التي وضعت بنفسها القانون لمصلحتها هي اولا وقبل كل شيء، وهو الذي ينفخ في النصوص الصماء فإذا بها تنفجر وتتمخض عن حقوق وواجبات وحمايات وضمانات وزواجر وروادع وهو وحده الذي يستطيع ان يسخر قوة الدولة وسلطان الحاكم في رد الحق لصاحبه، ولو كان اصغر مواطن، من مغتصبه ولو كان اكبر كبير، وهو الذي يضرب بسيف العدل من تسول له نفسه، الاعتداء على امن المجتمع ونظامه واستقراره. أيها السادة،، ما اشبه تمثيل القاضي بالعامل في مناجم الماس حين يقوده عمله فرص الثراء الثراء الفاحش فلا تمتد يده الى ما تستطيع قطعة صغيرة منه ان تؤمن حياته ولكنه يقتنع بأداء واجبه وراحة ضميره وتمسك اليد الخشنة التي كانت تلعب بالماس لعبا قطعة الخبز الجاف تدفع بها غائرة الجوع راضية سعيدة، لقد حاول فريدريك الأكبر ملك بروسيا ارغام احد جيرانه الفقراء، ان يبيع له قطعة ارض بها طاحونة صغيرة يملكها فرفض الجار البيع فقال له فريديريك الا تعرف انني امبراطور المانيا؟ فأجاب الرجل اعرف ولكن الا تعرف ان في المانيا قضاة؟ ونحن في ليبيا نقول ونريد قضاة لا يهابون في الحق لومة لائم ولا تتزعزع لهم قدم في الحق مهما اصطدمت الغايات واصطدمت الاهواء يقتحمون اخطار القوة فينصرون الضعيف على القوي ويقتلون الظلم ويوقعون بصاحبه ما يستحق من العقاب

أيها السادة

ان منصب القضاء يرفض في صاحبه ان ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات، وان يتفرغ لعمله بكل شجاعة ورزانة وعدالة، وبعدا عن السياسة، حريصا على هيبة القضاء الذي هو عندنا في منزلة عالية. أيها السادة،، ان الله سبحانه وتعالى امر بالعدل واعتبره من الامانات، إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى أهلها، فالعدل هو درع الحقوق به تتحقق حمايتها وهو اهم دعائم السعادة والعدالة احد احجار الأساس لمجتمعنا، كما ان الحرية لا تعيش الا اذا كانت هناك عدالة، فالمحاكم هي حصون حرياتنا

، فهي جزء من الأساس الذي تبنى عليه هذه الأمة العظيمة، في سنة 1944 طلب بعض أعضاء مجلس النواب في بريطانيا زيادة مرتبات رجال القضاء، علم بذلك رئيس القضاء واتصل برئيس الوزراء طالبًا منه سحب هذا المقترح، فقال له لماذا؟ ربما بعض النواب يقولون ان رجال القضاء لا يستحقون هذه الزيادات، هذا لم يحصل، قال على كل حال يجب ان تسحب هذا القرار وعندما نطلب زيادة رجال القضاء عليك ان تنفذ ما يطلبه القضاء، نحن أيضا نؤكد ان القضاء في منزلة عالية لا يخشون احد ولا يطمعون في احد وهم من يقررون رواتبهم ومزاياهم ودرجاتهم


شكرا لكم مرة أخرى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته