يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط كوكيز لضمان تجربة جيدة عند التصفح
أوافق
القائد العام للقوات المسلحة الليبية : لا مسار يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي اختاره الشعب
المصدر : مركز الإعلام للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية

القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر وخلال كلمته التي ألقاها عقب العرض العسكري المهيب الأول من نوعه لوحدات رمزية بالقوات المُسلحة العربية الليبية، والذي أقيم بمدينة الشرفاء سبها، يوم أمس الأثنين الموافق 17أكتوبر 2022 بحضور عددٍ من القيادات والشخصيات العسكرية، وسط حشدٍ شعبي كبير من أعيان وآهالي الجنوب وكافة مكوناته الاجتماعية

قال: لا مسار يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي اختاره الشعب وهذا ما جاء في نص كلمته : بسم الله، يسعدني ان التقي بكم أيها الاخوة الأعزاء واهلنا واحباؤنا في سبها العزيزة خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية والامن القومي، ومحور الارتكاز الذي يحفظ لليبيا توازنها واستقرارها، سبها العطاء بلا حد واشكركم عن هذا الاستقبال الحار الذي يعبر عن مكانة القوات المسلحة في نفوسكم، واننا على يقين دائم بانه مهما قدمت القوات المسلحة من جهود وتضحيات من أجل أمن واستقرار الجنوب الذي تشكل سبها عموده الفقري، نشعر دائما بأنه يستحق المزيد وأننا لم نفي الجنوب حقه وأن عطائنا يظل له قليلا نسبة الى ما يجود به على سائر البلاد من خيره الوفير وعطائه السخي وما يمثله من أهمية بالغة في امن واستقرار البلاد ويسعدني أيضا أيها السادة،، ان نشهد هذا الاستعراض الرمزي المشرف لكتائب من قواتنا المسلحة المرابطة في الجنوب الساهرة على حماية والمتأهبة للدفاع عنه ضد أي عدوان وما كان لهذه الكتائب من الجيش الوطني ان تؤدي دورها بنجاح لولا تعاونكم معها في تسهيل مهامها وأداء واجباتها، ونحمد الله الذي وفق قواتنا المسلحة والمؤسسات الأمنية بمختلف أجهزتها في تحقيق هذا القدر من الامن الذي ينعم به الجنوب، وما زلنا نعمل جاهدين لتطوير قدراتنا من اجل بلوغ اقصى درجات الامن والاستقرار رغم كل العقبات والتحديات التي تواجهنا. أيها الاخوة الكرام،، لا يخفى عليكم حجم الجهد الذي تبذله القوات المسلحة، لضمان ان يعم الامن والسلام في كافة ربوع ليبيا وما قدمت من تضحيات في حربها ضد الإرهاب حتى حققت الانتصار عليه بعون الله ومساندة الشعب وشجاعة ضباطنا وجنودنا الابطال وبدماء شهدائنا وجرحانا في ملحمة الكرامة الخالدة. ومع اعلان انتصار جيشنا وهزيمة الإرهاب، استبشر الليبيون خيرا بان عهدا جديدا من الاستقرار قد فتح ابوابه لتنطلق معه مسارات العمل في بناء الدولة ومؤسساتها وإدارة شؤونها بما يحقق للمواطن امانيه في العيش الكريم، ويضمن من له حقوقه وان يتم تسخير ثروات البلاد في التنمية والتقدم ويستعيد الوطن سيادته والدولة هيبته ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق في ظل سيطرة الصراع السياسي على المشهد من اجل السلطة والسيطرة على ثروات البلاد دون ان تكترث زمرة الصراع بمعاناة الشعب وصبره وتضحياته فأهدرت وقته ثمين في المهاترات والمناكفات السياسية والمؤتمرات الصورية التي أخفقت في تحقيق ادنى قدر من الوفاق، بل أدت الى تفاقم الازمة وانتهت جميعها بالفشل ولعل ما نحسبه فشلا هو في تقدير تلك الفئة المتصارعة نجاح باهر لأنه يطيل بقاءهم في كراسي السلطة وفي صدارة المشهد رغم نقمة الشعب وامتعاضه من أدائهم السيء ولم نجدها في سجلاتهم من إنجازات سوى نهب ثروات البلاد وتفقير الشعب وتدمير مؤسساته وتعميق الانقسام المؤسسي والمجتمعي في البلاد وجر الوطن نحو المجهول، ان حجم الأموال الطائلة التي انفقتها الحكومات المتعاقبة خلال العشر سنوات الماضية كان بوسعها ان ترفع من الحالة المعيشية للمواطن الى اعلى المستويات وتفتح مجالات واسعة للعمل والإنتاج في كل الميادين وتحدث تطورا تنمويا مذهلا في جميع القطاعات والمرافق لكنها اهدرت في ظل منظومة الفساد الحكومي التي سيطرت ولا زالت تسيطر على الشأن العام دون ان تستثمر في تحقيق ادنى قدر من النمو والانتعاش الاقتصادي وتحسين المستوى الخدمي والمعيشي للمواطن واذا كانت جميع المدن الليبية تعاني من اثار هذا الفشل الحكومي والفساد المصاحب له فان ما تعانيه مدن الجنوب من تدني مستوى الخدمات والحالة المعيشية القاسية لم يعد يطاق ولا يمكن القبول به او السكوت عليه، واذا ما تركنا الأمور تسير على هذا النمط القائم دون ان يتخذ الشعب موقفا موحدا وحاسما فان الحال سيزداد سوءا والمسألة تزداد تفاقما لما يعرضوا سلامة الوطن ومستقبله للخطر القادم وليس من سبيل لتغيير هذا الواقع تغييرا جذريا الا بالانتفاضة في وجه مؤسسات الفساد والخيانة انتفاضة الشعب ضد الذين خيبوا اماله واستهزأوا بطموحاته ضد العبث السياسي الذي أرهق المواطن وفاقم مع معاناته وضد المتربعين على كراسي السلطة وكأنها ارث ابائهم واجدادهم ضد المفسدين الذين امرتهم انفسهم بالسوء فاستجابوا لها وخانوا الأمانة ونهبوا ثروات الشعب وهدروا أمواله ضد الذين يحملون السلاح خارج مؤسسات الجيش والشرطة والامن يرهبون به الأهالي الامنين ضد المعرقلين لبناء الدولة وارساء دعائم السلام والاستقرار فيها ضد الداعيين الى الكراهية وضد الفقر والتخلف والتردد والخوف لقد بلغنا المرحلة التي وجب فيها على الجميع الاعتراف بفشل كافة المسارات وانه لا مجال لمواصلة السير في الطريق المسدود، وليس هناك مسار يؤدي الى النجاة الا المسار الذي يصنعه الشعب انها معركة فاصلة لا مفر من خوضها من اجل المواطن الليبي وكرامته من اجل ليبيا التي تئن من الجراح والالام من اجل السيادة الوطنية وهيبة الدولة ومكانة ليبيا بين دول العالم انها معركة من اجل العدالة والحرية وحماية الحقوق من اجل العمل والبناء والإنتاج من اجل أبنائنا واحفادنا والاجيال القادمة من اجل تحسين مستوى الخدمات ضمان العيش الكريم والتقدم الى الامام ولن نمل من تكرير النداء للقوى الوطنية المدنية الشريفة ان توحد كلمتها وتتفق على رؤية واضحة المعالم تحظى بمباركة الشعب وتأييده لتحل محل المسارات الهزيلة الفاشلة ومسرحيات المؤتمرات الوهمية التي ارهقت البلاد وخيبت امال المواطنين ولا يؤمل منها أي تقدم نحو الدولة وتحقيق أي قدر من طموحات الشعب ونعلن من سبها مدينة الشرفاء ان القيادة العامة تفتح أبوابها للقوى الوطنية في كل الأوقات ولن تتردد في تقديم اقصى ما بوسعها لمساندتها والعمل معا لإنقاذ الوطن ورفع المعاناة عن المواطن، كما نعلن جاهزيتنا لحماية الشعب في انتفاضته لتغيير الواقع فما على الشعب الا ان يتقدم ليتصدر المشهد وسيجد جيشه وكافة القوى الأمنية والشرطية حاضرين الى جانبه لحمايته، لن تسقط ليبيا ما دام في جيشها الوطني قلب ينبض وفي نفوس أبنائها إرادة لا تقهر وإصرار على مواجهة التحدي بالتحدي لن تسقط ما دام الشعب والجيش يدا واحدة وسيواصل الجيش الوطني الليبي مسيرته النضالية دون توقف حاميا لوحدة تراب ليبيا وسيادتها متصديا لأي عدوان للنيل منها ومدافعا عن شعبها حتى اخر قطرة في دمائه اخواني شكرا لكم جزيل الشكر،، ونحن سعداء بكل ما رأينا سعداء بكل ما رأينا وكل ما سمعنا و لهذا اكرر لكم التحية أيها الاخوة الأعزاء وادعو الله ان يسدد خطانا جميعا الى ما فيه الخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته